طاعة بلا حدود

كتب : الخميس 23-04-2020 05:44

                نللي سعد تكتب

ككل يوم تشرق الشمس ومع الصباح الباكر وزقزقة العصافير يقوم كل يوم على المدرس .

في مدرسة البنات الثانوية لصلاه الفجر كالمعتاد يصلي ثم يستعد للنزول إلى العمل ويسمع صوت أمه السيدة الخمسينية من أجل علي وأخوته بعد وفاة والده وكان علي آنذاك في نهاية الرحلة وعلي له اختان تصغره احداهن في الجامعة والاخرى في الثانوية العامة

ويسمع علي صوت امه تناديه أنت صحيت يا علي فيرد انا صاحي يا امي من بدري صليت الفجر وبستعد للنزول إلى المدرسة

وتقول امه يالا الفطار جاهز

ثم يجلس علي على المائدة لتناول الافطار وتجلس أختاه ايضاً لتناول الافطار سوية وينتهي علي من  افطاره ويسلم على أمه وأخوته ونزل الى الشارع فركب الميكروباص مسافة محطتين  ثم ينزل من الميكروباص ويتجه الى المدرسة ويدخل المدرسة ويحضر طابور الصباح كالمعتاد وفي المدرسة وكان علي معجب باحدى زميلاته وتدعى مي لكن للأخلاق علي المهذبة فكان اعجاب في داخله دون ان يفصح علي لزميلته عن اعجابه بها

وتمر  الايام كالمعتاد علي يذهب الى المدرسة ثم يرجع الى منزله لتناول الغداء وأحيانا ينزل من منزله ليعطي بعض الدروس الخصوصية مادة اللغة العربية وكعادة الامهات كانت ام علي ان ابنها يتزوج ويكون له عيلة وأولاد في يوم وهم جالسين على الغداء فما ولت امه ان تفتح معه موضوع الزواج لكن علي حاول أن يتخلص من الحاح امه بشياكة ويقول لها لسة بدري لما اخواتي البنات يخلصوا تعليمهم

وكانت امه سيدة تعتبرمن الطبقة المتوسطة وكان دخلهم من معاش ابيه وكان ابوه موظف كبير في وزارة الكهرباء

وفي يوم من الايام قرر علي ان يفصح عما بداخله لزميلته  مي  لكن هذا الافصاح لم يكن بالتعبير  بالكلام الصريح عن هذا الاعجاب لكنه كان بتصرفات معينة  ليعبر  لها عن مشاعره

فأحيانا يركب الميكروباص معها بالصدفة فكان يتسابق لدفع اجرة الميكروباص وتشكره مي على هذا التصرف واحيانا وهما في المدرسة كان يقوم بمساعدتها في بعض الاشياء كرسم بعض اللوحات والكتابة عليها بخط جميل بطبيعة الحال لأنه يدرس لغة عربية وذات يوم قرر ان يصارح امه بمشاعره نحو زميلته فعندما رجع المدرسة دخل على امه وهي تعد طعام الغذاء وقال لها انت كنتي من زمان عايزة تجوزيني وانا لقيت عروسة كويسة وبنت ناس فردت امه عليه وقالت له بجد يا علي انت فرحتني قوي لكن قولي مين هي العروسة .

قال لها مي زميلتي في المدرسة بنت كويسة ومؤدبة

وسكتت الام وهي مستمرة في عملها في المطبخ

حتى جاء موعد الغداء وجلس الكل يتناول الغداء فقالت الام لعلي مادام انت عايز تتجوز عندي ليك عروسة كويسة وانت عارفها نظر علي الى والدته باستغراب وقالها مين دي قالت له سمية بنت خالتك حلوة متعملة بنت خالتك اللي احنا طول عمرنا شيفينها ادامنا وعارفين اخلاقها وتربيتها  

فضحك علي وقال لها يا امي سمية دي من اخواتي

لكن زميلتي مي بشعر ناحيتها بنوع من الاعجاب لأنها انسانة كويسة وانا عرفتها من بعض التصرفات مع زملائها انسانة متعاونة ومجاملة وخدومة علشان كدة انا اعجبت بيها مش علشان شكلها او انها بنت ناس محترمين ومستواهم كويس وبعد كل هذا الكلام عن مي

سكتت الام ولم ترد عليه بأي اجابة

ومرت عدة اسابيع ولم يفتح علي موضوع الخطوبة مع امه

وفي يوم من الايام علم علي ان زملته مي مريضة واخذت اجازة مرضية في البداية علي تردد ان يتصل بها لكي يسأل عليها وبعد تفكير قرر ان يتصل بها وقال لها بعض الكلمات التي تدل على الاعجاب بها قال ازيك عاملة ايه المدرسة وحشة من غيرك وانا كنت عايز اجيلك واسلم عليكي لكني احرجت من مامتك وباباكي المهم الف سلامة عليكي وترجعي لينا بالسلامة وانهى المكالمة  وعندما رجع الى البيت حاول ان يفتح موضوع خطبة مي مرة اخري وبعد الحاح علي حاولت امه أن تظهر له بأنها موافقة وقالت خلاص لما تخف ان شاء الله ابقى خد منها معاد علشان نروح نزورها

فظهر على علي ملامح البهجة والفرحة لأن امه اتفقت لزيارة اهل مي والتعرف عليهم

وبالفعل شفيت مي من مرضها التي كانت تعاني منه وكانت نزلة برد شديدة

وعندما عادت مي الى المدرسة

قرر علي أن يفاتح مي ويخبرها برغبة بالذهاب هو وامه الى مزلها لمقابلة اهلها فعندما

رأها بعد فترة ليست بالقصيرة قابلها بابتسامة وقال لها حمد الله على السلامة نورتي المدرسة وردت عليه بابتسامة الله يسلمك متشكرة جدا على سؤالك في التليفون

وفي نهاية اليوم الدراسي التقيا على باب المدرسة ومشي معها الى المكان الذي يركبون منه الميكروباص وعندما وقف في انتظار الميكروباص وقال لها هو تردداً انا كنت عايز نيجي انا وامي نزوركم فنظرت مي الى علي في دهشة رغم انها كانت حتى تملك الاحساسيس التي بداخل علي

لكنها لم تكن متأكدة بالضبط من تلك الاحساسيس او ان علي سوف يأخذ خطوة ايجابية وهي التقدم لخطبتها فردت عليه وقالت اتفضلوا في أي وقت

فقال لها استأذني من والدك امتى الميعاد اللي يناسبه علشان نقدر نيجي فيه

فقالت له ان شاء الله

وذهب علي الى المنزل وهو فرحان لأنه استطاع ان يخبر مي بأنه يريد الذهاب الى والدها

واخبر والدته انه فاتح مي وقال لها أن يريد أن يزورهم وتأخذ له ميعاد

وجلست والدته لم تهتم بكلام علي وردت عليه في فطور ان شاء الله لما تبقى تأخذ الميعاد نبقى نروح

وبعد مرور يومين جاءت مي الى المدرسة وقابلت علي اثناء تبادل الحصص وكانت تبتسم وقالت صباح الخير على فكرة بابا بيقولك اتفضلوا فأي وقت ويحكم أن يكون يوم الخميس الساعة السادسة لو كان يناسبك

ومرت الايام وجاء يوم الخميس

وبعد الظهر عاد علي من المدرسة واخبر علي والدته ان ترتدي ملابسها وتجهز نفسها للزيارة الموعودة

فكانت الام متلكأة وتتمنى الاتذهب ولكنها لاتستطيع ان تتحجج بأي حجة وتحس انها مجبورة على انها تذهب الى بيت مي وفعلا قامت وارتدت ملابسها استعدادا للذهاب الى بيت مي  ونزلا الى الشارع وركبا تاكسي الى مدينة نصر حيث تسكن مي  ثم وصلا الى هناك وركبا الاسانسير ودق جرس الباب

وفتحت مي الباب واستقبلتهم مي بترحاب وعرفها بأمه وعندما دخلت الأم حجرة الصالون أحست أن مستوى أهل مي أعلى من مستواهم لما وجدت فيها من تحف وتابلوهات فطيلة الجلسة وأم علي لم تتكلم كثيراً وكانت تفكر كيف تغير من مشاعر علي تجاه مي وبعد انصرافهم من منزل مي ركبوا تاكسي من مدينة نصر الى شبرا حيث يسكنون وهي في التاكسي كانت تفكر ازاي تفركش هذه الجوازة وخطرت لها فكرة كانت دايما تسمع جارتها الست عايدة بتتكلم عن راجل شيخ كويس بيعمل حاجات بالقرآن ففكرت أنها تذهب اليه وتطلب وتطلب منه تغير مشاعر علي من الحب الى الكره وفعلا في يوم من الايام قابلها علي وهو راجع من مدرسته على السلم وسألها انت رايح أمي قالت له وهي مترددة في الاجابة انني ذاهبة أزور الست عايدة جارتنا هاروح معاها مشوار هنا فسألها مشوار ايه قالت له هنشتري شوية حاجات ثم انصرفت تاركة علي مندهشاً أنها ليست من عادتها ان تخرج بعد الظهر وقت متأخر

ومرت عدة ساعات وعادت امه من الخارج ووجدت علي يجلس على السفرة يصحح بعض الامتحانات التي يجريها للطلبة وعندما دخلت سألت هل تريد تشرب أي اعملك شاي ودخلت الام المطبخ لكي تعمل كوبا من الشاي لعلي وبالصدفة كان علي يمر من امام المطبخ واحس امه على غير طبيعتها وتضع في الكوب حاجة غريبة ورق مكتوب عليها باللون الاحمر ثم صبت الشاي عليه اندهش علي من هذا التصرف وسأل نفسه ما الذي تضعه له في كوب الشاي

فانصرف علي من امام المطبخ لكي لا تشاهده أمه

وجلس مكانه ولكنه كان يفكر ماذا في كوب الشاي ولكنه ادرك أنه نوع من السحر لأن كل الشواهد تدل على ذلك بأنها خرجت من غير أن تصارحه بهذا المشوار ثم عادت وسألته عن شيء يشربه على غير عادتها ثم شاهدها تضع هذه الورقة كوب الشاي وقدمت له كوب الشاي وهو متردد وهل يشربه ام لا لكنه قرر أن يشربه لأنه كان على يقين ان الله سبحانه وتعالى لايضر أحد إلا باذنه

وتذكر الاية الكريمة وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ثم تمهل قليلا وقرأ بعض الادعية التي تحفظه من اي ضرر وفي نفس الوقت كان جزئيا غير مصدق ان امه تفعل ذلك به تضع له هذا الشيء لم يريد ان يصارح امه بما شاهده لكي لا يحرجها او يتشاجر معها بسبب هذا العمل وبالفعل شرب الشاي متوكلا على الله وكان يقين أنه لن يضره أو يغير من أي شيء وبالفعل مرت أيام على هذا الوقت ولم يتغير شعور علي تجاه مي بل كان اعجابه بها يزداد حباً

والام متعجبة ان علي لم يتغير بل ان موضوع الخطبة مستمر والامور تمشي على ما يرام وبالفعل تمت الخطبة وكانت ام علي غير مبسوطة ولا فرحانة لهذه الخطبة وكانت تتمنى لو انها تفشل

وبعد عدة شهور تزوج علي من مي فرضت الام لهذه الزيجة لأن علي تزوج بالفعل من مي وانجبا بعد ذلك بسنتان

وبعد فترة فرحت الام فرحا شديد فامست في نهاية حياتها تتردد أن تعترف لعلي بما فعلته لكي لايتم الزواج من مي ولكي يسامحها وفعلا وهي في المستشفى قالت له احب ان اعترف بحاجة عملتها في حقك مش كويسة فقال وهو انت يا امي تعملي حاجة مش كويسة قالت له فعلا انا عملت علشان ماتتجوزش مي لكن ربنا اراد أن تتجوزها سامحني يابني انا كنت متصورة إن انا بعمل لك الصالح فرد علي عليها على فكرة يا امي انا شفتك وانت بتحطي السحر في الشاي بس انا مرضتش اقولك علشان لا تحرجي من هذا الفعل وانا كنت واثق إن ربنا مش هيعمل حاجة وحشة ولا هيضرني لأن كل شيء باذن الله وشربت الشاي وانا متوكل على الله

فعندما سمعت امه هذا الكلام ان ابنها كان ابن مطيع لها وبار بها ولم يريد أن يعارضها لكن مع مرور الزمن ثبت صحة كلامه

وطلبت منه أن يسامحها فرد عليها مسامحك يا امي على كل شيء وانا عارف انك كنت عايزة تعملي حاجة انت شايفها كويسة وانها افضل بالنسبة لي ربنا يخليكي يا امي لينا ويديك الصحة ويشفيكي فارتاحت الام لدعاء علي لها 

التعليقات

التعليقات مغلقة.