نص ” غربة وحنين للوطن” لأحمد شوقى للصف الثالث الثانوى إعداد سيبويه اللغة العربية أستاذ محمد مأمون

كتب : الثلاثاء 08-10-2019 03:05

 

 

 غربة وحنين للوطن / لأحمد شوقي  ( حفظ كله )

 

التعريف بالشاعر:

  • هو أمير الشعراء أحمد شوقي ولد بالقاهرة في 16 من أكتوبر سنة 1870م ،وقد درس في مدرسة الحقوق ، وبُعث إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب ، ولما عاد صار شاعر الخديو والقصر , نفي إلى إسبانيا ثم عاد إلى مصر ،  فاتصل بالشعب وصار لسان العروبة والإسلام .
  • ومن آثاره الشوقياتأسواق الذهب – ومسرحيات شعرية هي : علي بك الكبير – قمييز – عنترة – كليوباترا – مجنون ليلى – الست هدى . وله مسرحية نثرية هي : أميري الأندلس.

جو النص :

  • النص وليد تجربة شعرية صادقة ، قاله في منفاه بالأندلس معبرًا عن شعوره بالغربة والحنين إلى مصر متأثرًا بقصيدة البحتري السينية . ومطلعها:

صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى
 

وترفَّعْتُ عن جَدَا كل جِبْس
  

 

فعارضه شوقي وحاكاه بهذه القصيدة على نفس الوزن والقافية .

نوع التجربة:

  • تجربة شخصية ذاتية تحولت إلى عامة ؛ لأن  فيها معاناة وجدانية صادقة مع سخطه على الاستعمار.

جاء في امتحانات : [الدور الأول 1998م - الدور الأول 2000م - الدور الأول 2002م - الدور الثاني2003م - الدور الثاني2004م - الدور الثاني2006م - الدور الأول 2008م - الدور الأول 2009م - الدور الثاني 2011- الدور الثاني 2012- الدور الأول2013م - الدور الثاني 2014 نظام قديم - سودان 2014م - الدور الأول2015م - الدور الثاني 2015 نظام قديم- الدور الثاني2016م - الدور الثاني2017م]

النــــــــــــــــــــص

1 – اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْــسِي    اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي

٢-  وصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَــــــبابٍ   صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَــــسِّ
3
-  عَصَفَـتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ   سِنَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خـَــــــــلْسِ
4
وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها  أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي ؟
5
كُلَّمَا مــــــــــَرَّتِ اللَّيالي عَلَيْه    رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيالي تُقَسِّـــي
٦
مُسْـــــــتَطارٌ إذا البَوَاخِرُ رَنَّتْ    أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعْدَ جَـــرْسِ
7
رَاهِبٌ في الضُّلوعِ للسـُّفْنِ فَطْنٌ  كُلَّمَا ثُرْنَ شـَـــــــــاعَهُنَّ بنَقْس
٨
يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِــــــــــيلٌ   مَالَهُ مُولَعًا بمَنْعٍ وحَــــــــــبْسِ ؟
9
أَحـَـــــــــــرَامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَّوْحُ  حَلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُلِّ جِـــــــــنْسِ ؟
كُلُّ دَارٍ أَحَـــــــــــــــقُّ بالأَهْلِ إِلا   في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجْــــــــسِ
١١
-  نَفَسِي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِــــــــــرَاعٌ  بِهِمَا في الدُّموعِ سِـــــيرِي وأَرْسِي
12
وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْرَاكِ    يَدَ الثَّغْرِ بينَ (رَمْلٍ ) وَ ( مَكْسِ )ً
13
- وَطَنِي لَوْ شُغِلْتُ بالخُــلْدِ عَنْه   نَازَعَتْنِي إلَيْه في الخُلْدِ نفْسِي
14
- وَهَفا بالفؤادِ في سَــــــلْسَبِيلِ  ظَمَأٌ للسَّوادِ من (عَيْنِ شَمْسِ(
15شَهِدَ الله لَمْ يَغِبْ عَنْ جفوني   شَخْصُهُ ساعةً ولَمْ يَخْلُ حِسِّي

" ذكريات و حنين "

1 – اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْسِي
 

اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي
  

2 – وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَبابٍ
 

صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
  

3 – عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ
 

سِنَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خلْسِ
  

 

 

اللغويـات  :

  • اختلاف: تعاقب × ثبات – النهار ج أنهُر ، نُهُر  – الصِّبا : الصغر × الشيخوخة مادتها صبو – أنسى : سعادتي × وحشتي- ملاوةً : فترة – صُوِّرَتْ: صنعت – تَصَوُّراتٍ: تخيلات – مس : جنون – عصفت : مرت مسرعة  – الصَّبا : ريح رقيقة × الدبور – اللعوب : الرشيقة ج لعائب – سِنة : نُعاس ـ غفوة – خلس: مسروقة × عياناً

الشـرح :

  1. يبدأ أمير الشعراء النص بحكمة صادقة مخاطباً صاحبيه على عادة القدماء فيقول لهما :إن تعاقب الأيام يُنْسِى الإنسان الأحداث الماضية و الذكريات الجميلة ، لذا أرجو منكما (صاحبيه) أن تعيدا علي مسامعي  ذكريات الصبا وأيام السعادة التي عشتها في مصر.
  2. و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه وصف هذه الفترة  فترة الشباب الرائعة التي مازالت بخيالاتها و صورها ماثلة أمام عينيه لا تريد أن تفارق خياله .
  3. لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ، أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة مختلسة من الزمن .

 

س : الأبيات السابقة يتضح تأثر شوقي بالتراث . وضح .

  1. خطابه لصاحبيه المتخيلين مجاراةً للسابقين في قوله "اذكرا ، صفا ". وهو ما يسمى بالتجريد.
    ما هو التجريد ؟ أن يجرد الشاعر من نفسه شخصين أو أكثر يخاطبهما
    علل اعتمد الكاتب على التجريد ؟ ليستدعي تداعيته النفسية          (2017 دور ثاني )
  2. استعمال بعض الألفاظ التراثية مثل "الصبا – ملاوة " وهذا يدل على تأثر شعراء المدرسة الكلاسيكية الجديدة بالأدب القديم والبيئة القديمة.

 

 

 

التـذوق

1 – اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْسِي
 

اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي
  

 
  •  [اختلاف] : لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ، و هي أجمل من [انقضاء] التي تدل على الانتهاء .
  • [النهار ـ الليل ، ينسى ـ اذكرا] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .
  • [ينسى ـ أنسى] : تصريع يعطى جرساً موسيقياًً في مطلع القصيدة .
  • [ينسى ـ أنسى] : محسن بديعي /  جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
  • [ينسى] : حذف مفعول به إيجاز يوحي بأن النسيان عام و شامل  .
  • [اذكرا] : أسلوب إنشائي /  أمر غرضه الالتماس .
  • [الصبا وأيام أنسى] : إطناب عن طريق عطف الخاص على العام يثير الذهن .
  • [أيام] : جاءت جمعاً ؛ للتعظيم و لتوحي بكثرة الأوقات السعيدة التي قضاها في الوطن .

2 – وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَبابٍ
 

صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
  

 
  •  [صفا] : أسلوب إنشائي /  أمر غرضه الالتماس و التمني.
  • [ملاوة] : لفظة تراثية وهذا يؤكد سعة اطلاع شوقي ، و تنكيرها لتعظيم تلك الفترة (الشباب) .
  • [ملاوة صورت من تصورات ومس] : تشبيه لفترة الشباب في جمالها ونشاطها بالتخيلات والجنون، وسر جماله التوضيح
  • [صورت ـ تصورات] : محسن بديعي /  جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.

3 – عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ
 

سِنَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خلْسِ
  

 
  •  [عصفت] : س / م   فيها تصوير لفترة الشباب بريح تعصف و توحي بالسرعة .
  • [الصبا] : من ألفاظ التراث المستعملة في مدرسة الإحياء

ومن الخيال المركب : " عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ " [عصفت كالصبا] : تشبيه لأيام الشباب التي مرت سريعة بالريح الرقيقة العابرة، وسر جماله التوضيح . و [الصبا اللعوب] : س / م  تصور الصبا فتاةً رشيقة ، وسر جمالها التشخيص، و توحي بلطف النسيم وخفته، وهذا من الخيال التركيبي، حيث اشترك أحد الطرفين وهو " الصبا " في صورتين فكان مشبها به في الأولى، ومشبها في الثانية، أي أنها في الصورة الأولى تشبيه ، و في الثانية استعارة .

 

نقد :

  • يرى البعض أن كلمة [عصفت] توحي بالعنف و السرعة، و هذا لا يتناسب مع  [الصبا اللعوب] التي توحي بالهدوء و الرقة و الأفضل منها [مرت]. و يرد على ذلك بأن هذه الكلمة  تتلاءم مع عنفوان الشباب وجنونه و تقلباته الفجائية .

 

  • [مرت سِنةً حلوةً ولذة خلس] : تشبيهان لفترة الشباب في قصرها مرة بالنعاس الهادئ المريح، و مرة باللذة الخاطفة
  • [سِنةً حلوةً] : س / م  صور سِنة  النوم بفاكهةً حلوةً أو شراباً حلواً، وطعاماً لذيذًا، وسر جمالها التجسيم، وهذا خيال تركيبي أيضاً حيث اشترك أحد الطرفين وهو [سِنة] في صورتين فكان مشبهاً به في الأولى، مشبها في الثانية.
  • أيهما أجمل : [نومة حلوة - سِنةً حلوةً] ؟ ولماذا ؟

سِنةً حلوةً أجمل ؛ لأنها تدل على أن اللحظات الجميلة (فترة الشباب) مهما طالت فهي قصيرة أو ليدل على سرعة انقضائها .

  • [لذة خِلس] :  س / م   حيث صور اللذة بكنز يختلس وهذا من الخيال التركيبي أيضا.

 

" حب خالد لا ينتهي "

4 – وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها
 

أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي؟
  

5 – كُلَّمَا مرَّتِ اللَّيالي عَلَيْه
 

رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيالي تُقَسِّي
  

6 – مُسْتَطارٌ إذا  البَوَاخِرُ رَنَّتْ
 

أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعْدَ جَرْسِ
  

7 -رَاهِبٌ في الضُّلوعِ  للسُّفْنِ فَطْنٌ
 

كُلَّمَا ثُرْنَ شاعَهُنَّ بنَقْسِ
  

 

 

اللغويـات 

  • سلا : اسألا  ـ سلا: نسى – أسا : عالج – جرحه : غربته – المُؤَسِّي: المعالج – رق : المراد زاد حنينه × قسا – العهد : المعروف – تقسى : تذهب الرحمة – مستطار : مفزوع – البواخر : السفن  م  باخرة – رنت : صفرت – عوت : صاحت – راهب : مقيم ج  رهبان ج ج رهابنة- فطن : مدرك ج فُطُن وفُطْن × غافل- ثرن: تحركت السفن للرحيل – شاعهن : ودعهن × استقبلهن – نقس : صوت الناقوس .

الشـرح

  1. يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسألا مصر سؤالاً غرضه النفي: هل نسيها قلبه العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان المعالج أن يداوي جراح قلبه التي سببها نفيه بعيداً عن مصر (أسبانيا) ؟
  2. و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على الإنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا و تنسيه أحبابه ، إلا أن تتابع الأيام في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر
  3. و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن .
  4. و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ، ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة التي ستصل به إلى الوطن الغالي

التـذوق :

4 – وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها
 

أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي؟
  

 
  •  [سلا مصر] : س / م  تصور مصر إنساناً يُسْأل ، وسر جمالها التشخيص، و توحي بقوة العلاقة بينه و بين وطنه مصر .
  • [سلا مصر] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس و التمني.
  • [وهل سلا القلب عنها؟] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه النفي و الاستبعاد.
  • [سلا القلب عنها] : س / م  تصور القلب إنساناً يسلو (ينسى) ، وسر جمالها التشخيص
  • [سلا - وسلا] :  محسن بديعي /  جناس تام يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
  • [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : س / م  تصور الزمان طبيباً يداوي الجراح  ، وسر جمالها التشخيص
  • [جرحَه] : س / ص  تصور لآلام الأشواق بالجرح ؛ لتوحي بشدة معاناة الشاعر من الغربة المريرة .
  • [جرحه - المؤسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .
  • [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : تقديم المفعول [جرحه] على الفاعل [الزمان] للاهتمام به

5 – كُلَّمَا مرَّتِ اللَّيالي عَلَيْه
 

رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيالي تُقَسِّي
  

 
  •  [مرت عليه الليالي] : س / م  ، تصور الليالي بإنسان يمر .
  • [الليالي تقسى] : س / م  ، تصور الليالي أشخاصًا يدعونه إلى القسوة، وترك الرحمة واللين وسر جمالها التشخيص .
  • [كلما] : شرطية تفيد التكرار تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد .
    أيهما أجمل ولماذا كلما مرت أم كلما تمر ؟ كلما مرت لأن كلما تربط بين جملتين فعليهما ماضيان.
  • [رق - تقسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .
  • [العهد في الليالي تقسِّي] : إطناب بالتذييل .

6 – مُسْتَطارٌ إذا  البَوَاخِرُ رَنَّتْ
 

أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعْدَ جَرْسِ
  

 
  •  [مستطار] : س / م  ، تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ، وسر جمالها التوضيح، و توحي بشدة الاضطراب .
  • [مستطار] : خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف
  • [عوت] : س / م  تصور البواخر ذئابا تعوي، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها

 

  • إضافة بلاغية :
  • من جمال التعبير ودقته: هذا الترتيب الملائم بين " رنت " و" عوت " فقد عبر بـ " رنت " عن  صوت البواخر القادمة وهى تدخل الميناء أول الليل، مما يبعث  الأمل في أن تأخذه معها، ثم بالفعل " عوت " عند  رحيل  البواخر من الميناء   و العواء مخيف مفزع ؛ لأنه يبعث الوحشة ويقطع الأمل في العودة إلى الوطن، وهذا ملائم للحالة النفسية للشاعر .

 

7 -رَاهِبٌ في الضُّلوعِ  للسُّفْنِ فَطْنٌ
 

كُلَّمَا ثُرْنَ شاعَهُنَّ بنَقْسِ
  

 
  • [راهب في الضلوع] : تشبيه للقلب – في عزلته داخل الصدر – براهب في معبده، وسر جمالها التشخيص و توحي بانقطاع الشاعر عما حوله.
  • [راهب] : إيجاز بحذف المبتدأ  فالتقدير " قلبي راهب " .
  • [للسفن فطن] : س / م  تصور القلب إنسانا ذكياً يدرك ما حوله، وسر جمالها التشخيص ، و تقديم الجار والمجرور للاهتمام بالسفن، ومتابعة حركتها في القدوم والذهاب.
  • [ثرن] : س / م  تصور السفن في حركتها غباراً يثور وسر جمالها التوضيح، و توحي بالجو النفسي الكئيب .
  • [شاعهن بنقس] : س / م   تصور القلب إنسانًا يودع السفن وفيها تشخيص.
  • [نقس] : س / ص ، حيث شبه دقات القلب بصوت الناقوس
  • تذكر :
  • [ الصورة الخيالية  في الأبيات من الرابع إلى السابع] : صورة ممتدة، فالمشبه واحد وهو  القلب ، و المشبه به متعدد   فهو إنسان يسلو و يرق و طائر مذعور ثم إنسان راهب ثم  إنسان مدرك  ثم إنسان يودع .

 

" حزن للبعد عن الوطن و مناجاة للسفينة "

8 –  يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِيلٌ
 

مَالَهُ مُولَعًا بمَنْعٍ وحَبْسِ؟
  

9 –  أَحرَامٌ على بَلابِلِهِ الدَّوْحُ
 

حلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُلِّ جِنْسِ ؟
  

10- كُلُّ دَارٍ أَحَقُّ بالأَهْلِ إِلا
 

في خبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجْسِ
  

11 – نَفَسِي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِرَاعٌ
 

بهِما في الدُّموعِ سِيرِي وأَرْسِي
  

12 -وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْرَاكِ
 

يَدَ الثَّغْرِ بينَ (رَمْلٍ)  وَ (مَكْسِ)
  

 

اللغويـات 

  • اليم : البحر – ما أبوك: أي البحر- بخيل ج بخلاء – ماله : عجباً له – مولعاً : مغرماً ، متعلقاً- بمنع وحبس : حرمان – الدوح : الشجر م دوحة ، المراد الوطن – حلال : مباح – خبيث : فاسد × طيب ج خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة – المذاهب : أفكار المستعمرين – رجس : قبيح ج أرجاس  – مرجل : قدر ج  مراجل – شراع : قلع ج أشرعة، شُرُع- سيرى : انطلقي – أرسى : قفي – وجهك : اتجاهك – الفنار : المنار – يد الثغر : شاطئ الإسكندرية

الشـرح

  1. يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائلاً لها : إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ، فَلِمَ  يبخل علىّ و يبقيني حبيساً في أسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن
  2. ثم يستنكر قسوة الاستعمار الذي يحِّرم الأوطان على أبنائها المخلصين  و تباح  للغرباء من كل جنس ليستمتعوا بخيراته ،  تماماً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ، ويحِّرم على بلابله التي تعيش فيه .
  3. ثم يصل بنا الشاعر إلى حكمة مفادها : " أن أهل الدار أحق بها " ، و كل وطن أحق بأبنائه ، و لا ينكر هذا الحق إلا أصحاب الآراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا ديار و خيرات أوطان المستضعفين و قاموا بنفي من يعارضهم من أهلها .
  4. /  (12)  / يستعطف الشاعر السفينة (رمز العودة) أن تحمله إلى مصر، ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة؛ فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها، وقلبه الخافق بحب الوطن  شراعها، ودموعه الغزيرة الملتاعة  بحر تسير فيه و حين تبحرين فولّي وجهك شطر (تجاه) الإسكندرية ، و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني …

التـذوق

8 –  يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِيلٌ
 

مَالَهُ مُولَعًا بمَنْعٍ وحَبْسِ؟
  

 
  •  [يا بنة اليم] : أسلوب إنشائي /  نداء غرضه : التمنى و الاستعطاف ، في النداء  س / م  حيث شبه السفينة بإنسان يُنَادى عليه ، وسر جمالها التشخيص .
  • لماذا حرص الشاعر علي ذكر (الفنار – رمل – مكس – الثغر) ؟

حرص الشاعر على ذكر (الفنار – رمل – مكس – الثغر) ؛ لأن هذه الأماكن مرتبطة بذكرياته الجميلة حيث كان يقضي شهور الصيف هناك تنزهاً واستمتاعاً على هذا

  • [ابنة اليم] : كناية عن موصوف وهى السفينة، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل.
  • [ما أبوك بخيل] : س / م  حيث شبه البحر  بإنسان كريم ؛ ليستدر عطفه و يسمح له بالسفر و العودة إلى الوطن .
  • [أبوك] : كناية عن موصوف و هو  البحر .  
  • [ماله مولعاً بمنع وحبس؟] : أسلوب إنشائي /  استفهام غرضه : التعجب
  • [منع - وحبس] : نكرتان  للتهويل
  • [حبس] : يرى بعض النقاد أن " حبس " مجلوبة للقافية، وهم مخطئون في ذلك لأن عطف " حبس " على منع أفاد التوكيد والتنويع، فالمنع هو الحرمان من الحق، فالشاعر ممنوع من حقه في الإقامة بالوطن، ومحبوس في مكان بعيد حبسا معنوياً، لا يستطيع الخروج منه إلا بإذن المستعمر كما أن الحبس نتيجة للمنع.

9 –  أَحرَامٌ على بَلابِلِهِ الدَّوْحُ
 

حلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُلِّ جِنْسِ ؟
  

 
  •  [أحرام؟] : أسلوب إنشائي /  استفهام للاستنكار .
  • [حرام - وحلال] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .
  • [بلابله]: س / ص ، حيث شبه المصريين بالبلابل ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .
  • [الدوح]: س / ص ، حيث شبه الوطن بالدوح ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .
  • [الطير] : س / ص، حيث شبه المستعمرين و الأجانب بالطير ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .

10- كُلُّ دَارٍ أَحَقُّ بالأَهْلِ إِلا
 

في خبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجْسِ
  

 
  •  [خبيث من المذاهب رجس] : س / م  تصور مذاهب الاستعمار مادةً قبيحةً نجسةً، وسر جمالها التجسيم .
  • [دار] : نكرة للعموم .  
  • [خبيث - ورجس] : نكرتان  للتحقير .
  • [الأهل] : معرفة للعموم والشمول .
  • [رجس-  خبيث] : ذكر [رجس] بعد [خبيث] لتأكيد وحشية الاستعمار .

11 – نَفَسِي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِرَاعٌ
 

بهِما في الدُّموعِ سِيرِي وأَرْسِي
  

 
  •  [نفسي مرجل] : تشبيه لنفسه الحار بالمرجل الذي يغلى ويمد السفينة بالطاقة الدافعة، وسر جماله التوضيح
  • [قلبي شراع] : تشبيه لقلبه بشراع السفينة الذي تحركه الريح، فيدفع السفينة.
  • [نفسي مرجل قلبي شراع] : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
  • [بهما في الدموع سيرى] : س / م  تصور دموعه الغزيرة بحرًا تسير فيه السفن، وسر جمالها التوضيح، و توحي بشدة حنينه إلى الوطن ، و تقديم الجار و المجرور قصر للتخصيص  .

 

س : يرى بعض النقاد أن الخيال في البيت الحادي عشر فيه تناقض . بين مع التوضيح .

  • جـ : التناقض في أن الشاعر جعل السفينة بخارية مرةً وشراعيةً مرة أخرى ، ويمكن الرد على ذلك التناقض بأنه لا مانع أن يكون للسفينة البخارية شراع أيضا يستخدم حين يتعطل محرك السفينة، كما أن هذا أسلوب أدبي للتعبير العاطفي لا لعرض الحقائق العلمية .

 

  • [سيرى - وأرسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  ويفيد العموم
  • [سيرى - أرسى] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .

12 -وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْرَاكِ
 

يَدَ الثَّغْرِ بينَ (رَمْلٍ)  وَ (مَكْسِ)
  

 
  •  [اجعلي] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .
  • [اجعلي وجهك] : س / م  ، تصور السفينة إنساناً يخاطب وله وجه وسر جمالها التشخيص.
  • [يد الثغر] : س / م  ، تصور الثغر إنساناً له يد، وسر جمالها التشخيص، و توحي بالترحيب، وحسن الاستقبال.
  • [الفنار] : كلمة محرفة عن " المنار " وكان يمكنه استعمالها بدون أن يتأثر الوزن ، ولكنه حرص على استعمال " الفنار

- والرمل – والمكس " للتلذذ بذكرها على لسانه وللتعبير عن حبه لها واشتياقه المستمر لهذه الأماكن

 

"  لا يمكن نسيان الوطن  "

13 – وطني  لو شغلت بالخلد عنه
 

نازعتني إليه في الخلد نفسي
  

14 – وهفا بالفؤاد في سلسبيل
 

ظمأ للسواد من (عين شمس)
  

15 – شهد الله لم يغب عن جفوني
 

شخصه ساعة ولم يخل حسي
  

 

اللغويـات 

  • شُغِلْتُ  : تلهيت – الخلد : المقصود الجنة – نازعتني إليه : اشتاقت إليه – هفا بالفؤاد : حرك القلب – السلسبيل : الماء العذب ج سلاسب و سلاسـيب – ظمأ : عطش والمراد شوق × ارتواء – السواد : االضواحي ج أسودة ج ج أساود – شهد الله:  علم – شخصه : ذاته – ساعةً : لحظةً – لم يخل : لم يفرغ – حسي : إدراكي .

الشـرح

(13) إن حبي لوطني الغالي كبير لا يشغلني عنه شاغل مهما كان عظيماً  حتى و لو كان الخلود في الجنة .

 (14)  لذلك فإن قلبي مشتاق لأن يروي ظمأه الشديد إلى مصر و ضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء الأهل في منطقة عين شمس التي عشت فيها فترة من الزمن .

 (15) و يعلم الله أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ و في قلبي على الدوام .

س :  لبعض النقاد رأي في البيت الثالث عشر….. وضحه واذكر رأيك.  أو يرى بعض النقاد أن شوقيا قد بالغ في حبه للوطن في البيت الثالث عشر .. ناقش ذلك مبينًا وجهة نظرك .

  • يرى بعض النقاد بأن معنى البيت الأول فاسد ؛ لأنه حين يكون الإنسان في جنة الخلد تكون الدنيا قد انتهت ، فلا يكون هناك وطن يشتاق إليه ، أو لأن ذلك مخالف للدين الذي يجعل جنة الخلد أفضل مكان.
  • ويمكن الرد على ذلك النقد بأنها مبالغة مقبولة لأنها في حب الوطن الذي يشبه كثيرًا بالجنة   و المبالغة نابعة من خيال شاعر ، وقد خففها الشاعر باستعمال (لو) التي هي حرف امتناع الجواب لامتناع  الشرط .

 

التـذوق :

13 – وطني  لو شغلت بالخلد عنه
 

نازعتني إليه في الخلد نفسي
  

 
  • [لو] : حرف شرط يفيد امتناع الجواب لامتناع  الشرط و يفيد استحالة انشغاله بغير الوطن .
  • [شغلت عنه - ونازعتني إليه نفسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .
  •  [الخلد] : كناية عن الجنة ، و تكررت مرتين في البيت ؛ للتأكيد .

14 – وهفا بالفؤاد في سلسبيل
 

ظمأ للسواد من (عين شمس)
  

 
  •  [هفا بالفؤاد ظمأ] : س / م  تصور الفؤاد شخصاً يتحرك ويذهب، وفيها تجسيم،
  • [ظمأ] : س / ص  ، فقد شبه الشوق إلى الوطن بالظمأ وسر جمالها التوضيح
  • [السواد] : محسن بديعي / تورية فالمعنى القريب للسواد حدقة العين ،والمعنى البعيد المراد [الضواحي] حول عين شمس، وهى تورية متكلفة  غامضة، وذلك يقلل من جمالها.
  • [عين شمس] : مجاز مرسل عن أهلها علاقته المحلية .
  • [سلسبيل - ظمأ] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

15 – شهد الله لم يغب عن جفوني
 

شخصه ساعة ولم يخل حسي
  

 
  • [جفوني] : مجاز مرسل عن " عيوني " علاقته الجزئية، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
  • [شخصه] : س / م  تصور الوطن إنسانًا له ذات وشخص، وسر جمالها التشخيص
  • [ساعة] : نكرة  للتقليل، فالمقصود بها أقل جزء من الوقت

 

â التعليق á

س1 : تحت أي أغراض الشعر يندرج هذا النص ؟ وما خصائصه ؟

  • يندرج هذا النص تحت غرض (الشعر الوطني) الذي تمتزج فيه الأفكار بعاطفة الحنين إلى الوطن ، والدفاع عنه .
  • الأفكار:واضحة عميقة فيها تحليل وتفصيل وترابط إذ يربطها خيط واحد هو حنينه إلى وطنه وإلى ذكريات الصبا والشباب، كما أن حديثه للسفينة مرتبط بذلك لأنها أمله في العودة إلى الوطن
  • الصور:جزئية وهى تتنوع بين التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل وتؤدى دورها في خدمة المعانى ، وكثير منها مستمد من التراث كالتشبيه بالصبا – وعواء الذئب – وبلابل الدوح.. وفي بعضها مبالغة كترك الخلد من أجل وطنه – ولكنها مقبولة لأنها جديدة.
  • الألفاظ:سهلة ملائمة للجو النفسى ومعظم الأساليب خبرية تقريرية وبعضها إنشائى يثير المشاعر، والمحسنات غير متكلفة " إلا التورية في البيت الرابع عشر ".

من ملامح المحافظة على القديم:

 

  1. التزام الوزن ووحدة القافية.
  2. الحرص على اللفظ العربي الأصيل.
  3. التأثر بالخيال القديم.
  4. معارضة الشعراء القدامى.

 

من ملامح التجديد:

 

  1. الموضوع جديد فهو من الشعر الوطني .
  2. اختيار عنوان للنص .
  3. الوحدة العضوية .

 

ملامح شخصية شوقي من خلال النص:

 

  1. وطني صادق الوطنية وعربي مسلم مخلص لأمته
  2. واسع الثقافة .
  3. شاعر موهوب عبقري .

 

الخصائص الفنية لأسلوبه:

 

  1. فصاحة الألفاظ وبعدها عن الغرابة .
  2. جزالة العبارات وإحكام صياغتها
  3. روعة التصوير
  4. الاستعانة بالمحسنات البديعية 
  5. وضوح الأفكار وترابطها .

 

 

س2: علل انشغال شوقي بالناحية البيانية ؟

وذلك لانشغاله بروعة التراكيب وجلال الصياغة .

س2  : وازن بين قول البحتري :

 

صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى
 

وترفَّعْتُ عن جَدَا كل جِبْس
  

 

وقول شوقي :

اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْسِي
 

اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي
  

 

 

  • لفظ شوقي أوضح ، أما البحتري فقد استعمل كلمةً فيها غرابة وهي "جبس" بمعنى "لئيم" ، وهذا يضعف التأثير النفسي .وفي كلا البيتين محسنات كالطباق بين " صنت – ويدنس " ، وبين " النهار – والليل"
  • ومعنى شوقي أجمل لأنه يتحدث عن ذكريات الصبا والسعادة في وطنه ، بينما يتحدث البحتري عن أخذ العطاء ، فنخرج من ذلك بتفوق شوقي لفظًا ومعنًى ، وهذا يؤكد أن المعارضة ليست تقليدًا ، ولكنها مباراة ومنافسة لإثبات الذات والمقدرة ، يضاف إلي ذلك أن بيت شوقي حكمة تجري مجرى الأمثال .

 

التعليقات

التعليقات مغلقة.