مصطفى محمد يكتب : عم فتحى

كتب : الثلاثاء 17-09-2019 02:25


أمتع ماتمر به فى حياتك هو مواقفك العميقة مع كبار السن أزعم أننى من المحظوظين لأن كانت ومازالت علاقتى طيبة للغاية بكبارالسن ..عم فتحى من الناس الذين أثروا فى حياتى بشده كنت أعشق دقته وتعلمت منه حب التفاصيل ..عم فتحى صديق للعائلة وكان يتمتع بنقاء أبناء جيله الذى نفتقده الأن كان يعمل فى أحد المصانع الشهيرة فى إمبابة ألا وهو مصنع الشوربجى ..كان رجل منظم جدا وأدق تفصيلة عن المصنع يعرفها أكثر موقف عالق فى ذهنى عن عم فتحى ..رحلة الفيوم وهى الرحلة التى نظمها وأنا فى الصف الثالث الإبتدائى فى شم النسيم وهى من أمتع الرحلات التى مرت على فى حياتى لما بها من كواليس كوميدية كثيرة جدا ولطبيعة الشخصيات التى كانت فى الرحلة مثل عم مكرم زوج خالتى الذى كان يعشق فريد الأطرش ويغنى أغانيه مبدئيا عم فتحى أجر ميكروباص وقبل ما السواق يطلع قال فين الأكل روحنا عند البحر مكانش معانا مايوهات فنزلنا بالملابس الداخلية عيال بقى أما عم فتحى فقرر ينزل بالجلابيه وإنت متخيل الباقى ..بعد الظهر خدنا جولة فى الفيوم ونحن نسير فى إحدى الأراضى الزراعية سأل عم فتحى عن صاحب الأرض فأخبروه أنها أرض أم فاروق فقال لهم أخبروها أننا من طرف إبنها فاروق وتحدث بعشم وكإنه انتيمه وجاءت أم فاروق وأكد لها عم فتحى أنه صديق فاروق الروح بالروح فقالت له فاروق مات من زمان وقعدنا نضحك لحد ما وقعنا ….عم فتحى كان رجل خدوم ومثقف وكان يحب الأطفال ويصطحبهم إلى المسجد الله يرحمه
يقول محمود سامى البارودى
بادرِ الفرصة َ ، واحذر فوتَها فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
واغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ الصِّبَا فهو إن زادَ مع الشيبِ نقَص
إِنَّمَا الدُّنْيَا خَيَالٌ عَارِضٌ قلَّما يبقى ، وأخبارٌ تُقصْ
تارة ً تَدجو ، وطوراً تنجلِى عادة ُ الظِلِّ سجا ، ثمَّ قلص
فَابْتَدِرْ مَسْعَاكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ من بادرَ الصيدَ معَ الفجرِ قنصْ
لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى إنَّما الفوزُ لمنْ هَمَّ فنَصْ
يَكدحُ العاقلُ فى مأمنهِ فإذا ضاقَ بهِ الأمرُ شخَصْ
إِنَّ ذَا الْحَاجَة ِ مَا لَمْ يَغْتَرِبْ عن حماهُ مثلُ طيرٍ فى قفصْ
وليكن سَعيَكَ مجداً كلُّهُ إنَّ مرعَى الشرِّ مكروهٌ أحص
وَاتْرُكِ الْحِرْصَ تَعِشْ في رَاحَة ٍ قلَّما نالَ مُناهُ من حرَصْ
قد يضرُّ الشئُ ترجو نَفعهُ رُبَّ ظَمْآنَ بِصَفْوِ الْمَاءِ غَصْ
ميِّزِ الأشياءَ تَعرفْ قدرها لَيْسَتِ الْغُرَّة ُ مِنْ جِنْسِ الْبَرَصْ
واجتنب كُلَّ غبِّى ٍ مائقٍ فَهْوَ كَالْعَيْرِ، إِذَا جَدَّ قَمَصْ
إِنَّمَا الْجَاهِلُ في الْعَيْنِ قَذًى حيثُما كانَ ، وفى الصدرِ غصَصْ
واحْذَرِ النَّمَّامَ تَأْمَنْ كَيْدَهُ فَهْوَ كَالْبُرْغُوثِ إِنْ دَبَّ قَرَصْ
يَرْقُبُ الشَّرَّ، فَإِنْ لاَحَتْ لَهُ فُرْصَة ٌ تَصْلُحُ لِلْخَتْلِ فَرَصْ
سَاكِنُ الأَطْرَافِ، إِلاَّ أَنَّهُ إن رأى منشبَ أُظفورٍ رقَص
وَاخْتَبِرْ مَنْ شِئْتَ تَعْرِفْهُ، فَمَا يَعْرِفُ الأَخْلاَقَ إِلاَّ مَنْ فَحصْ
هذه حكمة ُ كهلٍ خابرٍ فاقتنصها ، فهى َ نِعمَ المقتنصْ

التعليقات

التعليقات مغلقة.